الناجحون العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الناجحون العرب

لكل العرب منتديات الناجحون العرب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 يا أيها الذين آمنو استجيبوا لله وللرسول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد
مشرف



عدد الرسائل : 20
تاريخ التسجيل : 13/02/2009

يا أيها الذين آمنو استجيبوا لله وللرسول Empty
مُساهمةموضوع: يا أيها الذين آمنو استجيبوا لله وللرسول   يا أيها الذين آمنو استجيبوا لله وللرسول Emptyالسبت فبراير 14, 2009 3:19 am

{يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول}
قال الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه اليه تحشرون} الأنفال 24, فتضمنت هذه الآية أمورا, أحدها: أن الحياة النافعة انما تحصل بالاستجابة له ورسوله, فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له, وان كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات. فالحياةالحقيقية الطيبة هي حياة من استجاب لله والرسول ظاهرا وباطنا. فهؤلاء هم الأحياء وان ماتوا, وغيرهم أموات وان كانوا أحياء الأبدان. ولهذا كان أكمل الناس حياة وأكملهم استجابة لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم, فان كل ما دعا اليه ففيه الحياة, فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة, وفيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول صلى الله عليه وسلم.

قال مجاهد: {لما يحييكم} يعني للحق, وقال قتادة: هو هذا القرآن فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدنيا والآخرة. وقال السدي: هو الاسلام أحياهم بعد موتهم بالكفر. وقال ابن اسحاق: عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير: واللفظ له:{لما يحييكم} يعني للحرب التي أعزكم الله بها بعد الذل, وقوّاكم بعد الضعف, ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم. كلها من ابن كثير 2\297. وكل هذه عبارات عن حقيقة واحدة وهي القيام بما جاء به الرسول ظاهرا وباطنا.

قال الواحدي: والأكثرون على أن معنى قوله:{ لما يحييكم} هو الجهاد. وهو قول ابن اسحاق واختيار أكثر أهل المعاني.

قال الفراء: اذا دعاكم الى احياء أمركم بجهاد عدوكم يريد انما يقوي بالحرب والجهاد, فلو تركوا الجهاد ضعف أمرهم واجترأ عليهم عدوهم.

قلت: الجهاد من أعظم ما يحييهم به في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة. أما في الدنيا فان قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد.

وأما في البرزخ فقد قال تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} آل عمران 169.

وأما في الآخرة فان حظ المجاهدين والشهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظ غيرهم. ولهذا قال تبن قتيبة: {لما يحييكم} يعني الشهادة. وقال بعض المفسرين: { لما يحييكم} يعني الجنة. فانها دار الحيوان وفيها الحياة الدائمة الطيبة. حكاه أبو علي الجرجاني.

والآية تناول هذا كله, فان الايمان والقرآن والجهاد تحيي القلوب الحياة الطيبة. وكمال الحياة في الجنة, والرسول داع الى الايمان والى الجنة, فهو داع الى الحياة في الدنيا والآخرة. والانسان مضطر الى نوعين من الحياة: حياة بدنه التي بها يدرك النافع والضار ويؤثر ما ينفعه على ما يضرّه. ومتى نقصت فيه هذه ناله من الألم والضعف بحسب ذلك. ولذلك كانت حياة المريض والمحزون وصاحب الهم والغم والخوف والفقر والذل دون حياة من هو معافى من ذلك. وحياة قلبه وروحه التي بها يميز بين الحق والباطل والغي والرشاد والهوى والضلال, فيختار الحق على ضده. فتفيد هذه الحياة قوة التمييز بين النافع والضار في العلوم والارادات والأعمال. وتفيد قوة الايمان والارادة والحب للحق, وقوة البغض والكراهة للباطل.

فشعوره وتمييزه وحبه ونفرته بحسب نصيبه من هذه الحياة, كما أن البدن الحي يكون شعوره واحساسه بالنافع والمؤلم أتم, ويكون ميله الى النافع ونفرته عن المؤلم أعظم. فهذا بحسب حياة البدن, وذاك بحسب حياة القلب. فاذا بطلت حياته بطل تمييزه. وان كان له نوع تمييز لم يكن فيه قوة يؤثر بها النافع على الضار. كما أن الانسان لا حياة له حتى ينفخ فيه الملك, الذي هو رسول الله (الملك الذي ينفخ الروح في الانسان بأمر الله), من روحه, فيصير حيا بذلك النفخ. وكان قبل ذلك من جملة الأموات. وكذلك لا حياة لروحه وقلبه حتى ينفخ فيه الرسول صلى الله عليه وسلم من الروح الذي ألقى اليه, قال تعالى: {ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده} النحل2, وقال :{ يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده} غافر 15, وقال:{ وكذلك أوحينا اليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا} الشورى 52. فأخبر أن وحيه روح ونور, فالحياة والاستنارة موقوفة على نفخ الرسول الملكي, فمن أصابه نفخ الرسول الملكي ونفخ الرسول البشري حصلت له الحياتان.

ومن حصل له نفخ الملك دون نفخ الرسول حصلت له احدى الحياتين وفاتته الأخرى, قال تعالى:{ أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها}الأنعام 122, فجمع له بين النور والحياة كما جمع لمن أعرض عن كتابه بين الموت والظلمة. قال ابن عباس وجميع المفسرين: كان كافرا ضالا فهديناه. تفسير ابن كثير 2\172.

وقوله:{ وجعلنا له نورا يمشي به في الناس} يتضمن أمورا:
أحدهما: أنه يمشي في الناس بالنور وهم في الظلمة, فمثله ومثلهم كمثل قوم أظلم عليهم الليل فضلوا ولم يهتدوا للطريق. وآخر معه نور يمشي في الطريق ويراها ويرى ما يحذره فيها.

وثانيها: أنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون منه لحاجتهم الى النور.

وثالثها: أنه يمشي بنوره يوم القيامة على الصراط اذا بقي أهل الشرك والنفاق في الظلمات شركهم ونفاقهم.

وقوله:{ اعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} الأنفال 24. المشهور في الآية أنه يحول بين المؤمن وبين الكفر, وبين الكافر وبين الايمان. ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته, وبين أهل معصيته وبين طاعته, وهذا قول ابن عباس وجمهور المفسرين.

وفي الآية قول آخر أن المعنى أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية, فهو بينه وبين قلبه. ذكره الواحدي عن قتادة, وكان هذا أنسب بالسياق, لأن الاستجابة أصلها بالقلب فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب, فان الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل أضمر ذلك أو أضمر خلافه.

وعل القول الأول, فوجه المناسبة أنكم ان تثاقلتم عن الاستجابة وأبطأتم عنها فلا تأمنوا أن يحول الله بينكم وبين قلوبكم فلا يمكنكم بعد ذلك من الاستجابة عقوبة لكم على تركها بعد وضوح الحق واستبانته, فيكون قوله:{ ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة} الأنعام 110. وقوله:{ فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم} الصف 5. وقوله:{ فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل} الأعراف 101. ففي الآية تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب وان استجاب بالجوارح.

وفي الآية سر آخر: وهو أنه جمع لهم بين الشرع والأمر به, وهو الاستجابة, وبين القدر والايمان به, فهي كقوله تعالى: { لمن شاء منكم أن يستقيم* وما تشاءون الا أن يشاء الله رب العالمين} التكوير 28,29, وقوله:{ فمن شاء ذكره. وما يذكرون الا أن يشاء الله} المدثر55,56, والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يا أيها الذين آمنو استجيبوا لله وللرسول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الناجحون العرب :: الاقسام الدينية :: الدروس الدينية-
انتقل الى: